بينما النبي (ص) في الطواف إذا سمع إعرابياً يقول : يا كريم!..
فقال النبي خلفه : يا كريم!..
فمضى الإعرابي إلى جهة الميزاب وقال : يا كريم!..
فقال النبي خلفه : يا كريم!..
فالتفت الإعرابي إلى النبي وقال : يا صبيح الوجه, يا رشيق القد, أتهزأ بي لكوني إعرابيا؟!.. والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي (ص)!..
فتبسم النبي وقال : أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟!..
قال الإعرابي : لا..
قال النبي : فما إيمانك به؟..
قال : آمنت بنبوته ولم أره وصدقت برسالته ولم ألقه..
قال النبي : يا أعرابي, اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة!..
فأقبل الإعرابي يقبل يد النبي (ص)..
فقال النبي : مه يا أخا العرب!.. لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها, فإن الله - سبحانه وتعالى - بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيرا.
فهبط جبريل على النبي (ص) وقال له : يا محمد، الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام, ويقول لك : قل للإعرابي : لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا, فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير..
فقال الإعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟..
قال : نعم، يحاسبك إن شاء..
فقال الإعرابي : وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه!..
فقال النبي (ص): وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟!..
قال الإعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه
، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه.
فبكى النبي (ص) حتى ابتلت لحيته.. فهبط جبريل على النبي (ص) وقال : يا محمد, الله يقرئك السلام, ويقول لك : يا محمد!.. قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم.. وقل لأخيك الإعرابي : لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة!..