غبار الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من علامات المؤمن صلاة واحد وخمسين والتختم باليمين وزيارة الأربعين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ))
في هذه الأيام المباركة أيام التضحية والجهاد في سبيل الله أيام إنتصار الدم على السيف أيام الخلود في الفردوس الأعلى أيام الزحف البشري الكبير إلى جنة كربلاء المقدسة بدماء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين التي سالت في سبيل إنقاذ دين الله من براثم الجهل المحدق به في زمن كاد أن يسحق بأقدام طغاة بني أمية ، إنه المسير الخالد إلى أرض شرفها الله بضمها جسد سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة وحامي حما الإسلام ، في هذه الأيام التي تصادف ذكرى أربعينية أبي الأحرار ووصول الركب الحسيني الخالد إلى أرض الكرامة بقيادة سيد الساجين الإمام علي بن الحسين عليه السلام وبمعية عقيلة الطالبيين وشريكة الإمام الحسين في الجهاد الحوراء زينب عليها السلام ونساء وأطفال أبي الشهداء لتجديد العزاء على ما جرى لسليل الهدى في هذه البقعة يوم عاشورء بعد رحلة شاقة ومأساوية على بنات الرسالة حيث طيف بهن من بلد إلى بلد يتفرج عليهن البعيد والقريب والدني والشريف وحيث دخولهن مجالس الفسق والفجور وشماتة الأعداء إلا أنهن عدنا إلى أرض الشهادة رافعات الرأس منتصرات قد حققن الهدف الذي يريده سيد الشهداء ألا وهو بقاء الدين حيا في قلوب المؤمنين وصوت الحق يزلزل أعداء الدين وذكر طه يصدح في مآذن المسلمين إلى أن تقوم الساعة
إنها الأيام التي وصل إليها حبيب الحسين الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري مع غلامه عطية العوفي لكي يجدد العهد بالولاء لسبط رسول الله وتبقى صرخته تدوي إلى يوم الناس هذا وإلى أن تقوم الساعة (أشهد أنا قد شاركناكم فيما أنتم فيه) بعد أن ناداه ثلاثا ياحسين ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه وأنا لك والجواب وقد شخبت أوداجك على أثوابك وفرق بين بدنك ورأسك فتعجب الغلام من كلامه حيث إستوقفه قائلا يا جابر كيف تقول أنا شاركناهم فيما هم فيه ونحن لم نصعد جبلا ولم ننزل واديا والقوم فرق بين رؤسهم وأبدانهم فأجابه بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال (( من أحب قوم حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم ))وهاهي الأمواج البشرية المؤمنة تزحف إلى أرض الخلود حاملة أرواحها على الأكف منادية لو قطعو أرجلنا واليدين نأنيك زحفا سيدي يا حسين متحدية أحفاد يزيد الذين يضمرون الحفد والضغينة متدرعين بالأحزمة الناسفة ليقطعوا عليهم الطريق ويخيفوهم عن أداء هذه الشعيرة وبذلك يطفأفوا نور الله.
خسئوا والله لن يتمكنوا من ذلك لأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون والتاريخ يحدث عما عمله أسلاف هؤلاء الأوغاد مع زائري الحسين من صنوف التعذيب إلا أن المؤمنين أخذوا يتسابقون إلى شرف التضحية بأرواحهم في سبيل الوصول إلى تلك البقاع المقدسة فقطعت منهم الأيدي والأرجل واحتزت الرؤوس ولم يتراجعوا عن أداء الزيارة
وهاهم اليوم الأمواج المؤمنة تسير على نهج أولئك رغم المخاطر التي تحدق بهم
فهنيء لكم
منقول