التعليم والتعلّم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « ما من مؤمن ذكرٍ أو أنثى ، حرٍ أو مملوكٍ ، إلاّ ولله عليه حقّ واجب أن يتعلّم من القرآن »(1) .
وعنه صلى الله عليه وآله : « من تعلّم القرآن وتواضع في العلم ، وعلم عباد الله ، وهو يريد ما عند الله لم يكن في الجنّة أعظم ثوابا منه ، ولا اعظم منزلة منه ، ولم يكن في الجنة منزل ولا درجة رفيعة ، ولا نفيسة إلاّ وكان له أوفر النّصيب ، وأشرف المنازل »(2) .
وعن الإمام الصادق عليه السلام : « ينبغي للمؤمن ان لايموت حتى يتعلّم القرآن ، أو يكون في تعلّمه »(3) .
وعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : « من قرأ القرآن قبل أن يحتلم
--------------------------------------------------------------------------------
فقد أُوتي الحكم صبيّاً »(1) .
وعنه صلى الله عليه وآله : من علم ولده القرآن فكانّما :
« حجّ البيت عشرة آلاف حجّة » ،
« واعتمر عشرة آلاف عمرة » ،
« وأعتق عشرة آلاف رقبة من ولد أسماعيل عليه السلام » ،
« وغزا عشرة آلاف غزوة » ،
« وأطعم عشرة آلاف مسكين مسلم جائع » ،
« وكأنّما كسا عشرة آلاف عارٍ مسلم » ،
« ويكتب له بكل حرفٍ عشر حسنات ، ويمحوا الله عنه عشر سيّئات » .
« ويكون معه في قبره حتّى يبعث ، ويثقل ميزانه ، ويجاوز به على الصراط كالبرق الخاطف » .
« ولم يفارقه القرآن حتّى ينزل من الكرامة أفضل ما يتمنّى »(2) .
وروى عنه صلى الله عليه وآله : إذا قال المعلم للصبي : بسم الله الرحمن الرحيم ،
--------------------------------------------------------------------------------
فقال الصبي :
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الله :
« براءةً للصّبي » ،
« وبراءة لأبويه » ،
« وبراءة للمعلّم »(1) .
روى الحافظ سليمان بن ابراهيم القندوزي ( الحنفي ) المتوفّى ( 1294 ) هجرية في كتابه ينابيع المودة [ ص 69 ] قال :
وفي الدرّ المنظم ( لابن طلحة الحلبي الشافعي : اعلم أن جميع اسرار الكتب السماوية في القرآن وجميع ما في القرآن في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة في البَسملة وجميع ما في البسملة في باء البسملة ، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء » .
قال : قال الامام علي [ كرم الله وجهه ] عليه السلام أنا النّقطة الَّتي تحت الباء ، وقال ابن عباس [ رضي الله عنه ] :
يشرح لنا عليّ عليه السلام نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
ليلة فانفلق عمود الصبّح وهو بعد لم يفرغ(1) .
وروى عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : خياركم من تعلّم القرآن وعلمّه(2) .
وعن امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : حقّ الولد على الوالد
« ان يحسن اسمه ،
« ويحسن ادبه ،
« ويعلّمه القرآن(3) .
وعنه أيضا عليه السلام في خطبة له :
وتعلّموا القرآن فأنّه ربيع القلوب ،
« واستشفعوا بنوره فأنّه شفاء الصدور ،
« واحسنوا تلاوته فأنّه انفع القصص ،
فانّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله
« بل الحجّة عليه اعظم ،
--------------------------------------------------------------------------------
« والحسرة له ألزم ،
« وهو عند الله ألوم »(1) .
وعن معاذ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ما من رجل علّم ولده القرآن الا توّج الله أبويه ـ يوم القيامة ـ تاج الملك وكسيا حلّتين لم ير الناس مثلهما(2) .
قال صلى الله عليه وآله : اشرف امتّي حملة القرآن ،
واصحاب الليل(3) .
وقد أشار القرآن الكريم الى هذا الاهتمام البليغ في سورة الاسراء آية 78 و 79 .
( اقم الصلاة لدلوك الشّمس الى غسق اللَّيل وقرآن الفجر انَّ قرأن الفجر كان مشهودا * ومن الليل فتهجَّد به نافلةً لك عسى ان يبعثك ربُّك مقاما محموداُ ) .
لقد اشار الرسول صلى الله عليه وآله الى هذا الاهتمام البليغ لان قرآن
--------------------------------------------------------------------------------
الفجر يشهد له ملائكة الليل والنّهار ونافلة الليل تبعث الانسان الى مقام محمود ما بعث نبيّ الاّ والتزم بصلاة الليل ولقد فرضت على النبي محمّد صلى الله عليه وآله كونه آخر الرسل وخاتم النبيين ومصداق هذه الآية أهل البيت عليهم السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تعلّموا القرآن فأنّه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شابّ جميل شاحب اللون فيقول له :
« انا القرآن الذي كنت اسهرت ليلك ،
« واظمأت هواجرك ،
« واجفف ريقك ،
« واسبلت دمعتك .
ـ الى أن قال ـ
فابشر فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ،
ويعطى الأمان بيمينه ،
والخلد في الجنان بيساره ،
ويكسى حلّتين ،
ثمّ يقال له :
اقرأ وإرقاأ فكلّما قرأ آية صعد درجة ،
--------------------------------------------------------------------------------
ويكسى ابواه حلّتين ان كانا مؤمنين ،
يقال لهما : هذا لما علمتماه القرآن(1) .
***
وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث له قال : ومن تعلّم منه [ القرآن ] حرفاً ظاهراً
« كتب الله له عشر حسنات ،
« ومحا عنه عشر سيّات ،
« ورفع له عشر درجات قال عليه السلام : لا اقول بكلّ آية ولكن بكلّ حرف باء وتاء أو شبههما(2) .
وعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : ان اردتم :
« عيش السعداء ،
« وموت الشهداء ،
« والنجاة يوم الحسرة ،
« والظلّ يوم الحرور ،
--------------------------------------------------------------------------------
« والهدى يوم الضلالة ،
فادرسوا القرآن :
فأنّه كلام الرحمان ،
« وحرز من الشيطان ،
« ورجحان في الميزان(1) .
***
وعنه صلى الله عليه وآله : يامعاذ ان اردت :
« عيش السعداء ،
« وميتة الشهداء ،
« والنجاة يوم الحشر ،
« والأمن يوم الخوف ،
« والنور يوم الظلمات ،
« والظلّ يوم الحرور ،
« والرّيّ يوم العطش ،
« والوزن يوم الخفّة ،
____________
--------------------------------------------------------------------------------
« والهدى يوم الظلالة ،
فادرس القرآن :
« فأنه ذكر الرحمن ،
« وحرز من الشيطان ،
« ورجحان في الميزان(1) .
وعنه صلى الله عليه وآله : خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه(2) .
وليس المقصود من التعلم القراءة قط بل أنما الفهم والعمل به
***
وعنه صلى الله عليه وآله : مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه الاّ ونزلت عليهم السكينة ،
« وغشيتهم الرحمة ،
« وحفّتهم الملائكة ،
« وذكرهم فيمن عنده(3) .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « معلّم القرآن ومتعلّمه يستغفر له كل شيء حتّى الحوت في البحر »(1) .