مظلومية الإمام الحسن (عيه السلام)
[color=olive][size=12][size=12]وهذا الاجتماع موظف للإمام الحسن (عليه السلام)، نتبادل فيه التبريكات والتهاني في ولادة هذا الوليد، الذي كتب عليه منذ بداية حياته أنْ يكون مظلوماً في حياته، ومظلوماً بعد وفاته، مظلوماً في نظر الأصدقاء فضلا عن الأعداء، ومظلوماً في نظر الباحثين، وفي نظر العواطف والأحاسيس والتقييم والتحليل لمجمل حياته.
وهذه المظلومية نلاحظها بشكل واضح عندما نقرأ ما جرى على الإمام الحسن (عليه السلام) في زمن أبيه (عليه السلام)، وقبل الصلح. حيث يبدو أنّ هناك مؤامرة ـ نعبر عنها تخطيط ـ وهناك جهات كانت تستهدف الإمام الحسن (عليه السلام) بشائعات وأحاديث وكلمات مؤذيه له (عليه السلام) ومؤذية لأمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث تتناول أخص القضايا بالإنسان، من قبيل قضية الزواج والطلاق. حيث نجد هناك حديثاً كثيراً في التأريخ حول هذا الموضوع، حتى أنّه نُسب إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه صعد المنبر وقال: (أيّها الناس لا تزوجوا ابني الحسن).
لاحظوا هذا الموقف بحيث إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو خليفة المسلمين يصعد على المنبر، ويتحدث بهذه القضية وبهذا الشكل العلني، اعرفوا كم هي الإشاعات والأحاديث والمسائل التي كانت تدور حوله، حتى أدى الأمر بأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أنْ يتحدث بهذا الشكل.
لقد كان الإمام الحسن (عليه السلام) مظلوماً، ثم ظلم بعد الصلح من أتباعه ومواليه حيث يدخل عليه بعض مواليه، فيقول له: (السلام عليك يا مذل المؤمنين).
والإمام الحسن (عليه السلام) هو معز المؤمنين وحافظهم، وضحى بكل وجوده وحياته ومعنوياته، لأنّ معنويات الإنسان وشرفه وكرامته وعزته وجاهه أفضل وأعظم من بني الإنسان، فالإنسان يبذل دمه ووجوده من أجل شرفه وكرامته، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام): (الموت خير من ركوب العار).
والإمام الحسن (عليه السلام) كان يفهم هذه الأُمور، فيبذل كل حياته في سبيل حفظ المؤمنين، ولكن مع ذلك يدخل عليه أحد أصحابه فيقول له: (السلام عليك يا مذل المؤمنين).
ثم نجد مظلوميته (عليه السلام) بعد وفاته ; لأنّ تكريم الإمام الحسن (عليه السلام) محدود، وبعد ذلك نجد ما جرى على قبره الشريف، وعلى هذا الوجود المبارك، فعندما يذهب الزائر في أيام الحج ويقف على قبره (عليه السلام) يتقطع قلبه، وتأخذه العَبْرة بمجرد مشاهدة المنظر الذي يراه من خلال هذه الأحجار المتناثرة.
لقد كان الإمام الحسن (عليه السلام) مظلوماً، وكأنّه كُتب على هذا الوليد أنْ يكون مظلوماً منذ بداية حياته، فلنرَ بأي شيء كانت ظلامته؟
في الواقع لا يوجد هناك أي تفسير لظلامة الإمام الحسن (عليه السلام) إلاّ قضية الإسلام، فالإمام الحسن (عليه السلام) عاش من أجل قضية واحدة، وهي قضية الإسلام والدفاع عنه، وعن هذا الخط الإسلامي الأصيل، والدفاع عن هذه الجماعة الصالحة المتمثلة بشيعة أهل البيت (عليهم السلام).
منقول[/size]